الاثنين، 28 سبتمبر 2015

دورا مار..فاتنة و ملهمة أعظم فناني القرن العشرين


هي إمرأه ليست ككل النساء،، فاتنه متمرده مليئه بالشغف و العصيان ، فنانه مبدعه و مصوره و شاعره..أنيقة، تهوى اعتمار القبعات التي كانت تتحوّل بريشة بيكاسو إلى أشكال عدة ترواح بين الفكاهة والبارودي Parody.  تسللت بخفة الى «غورنيكا» رائعة بيكاسو لأنها أحاطت حياته بسحر الهامها. إلا أنّها بقيت أبداً في عيني بيكاسو "المرأة التي تبكي" كما رسمها في عام 1937.
هي وليدت إنفصال جغرافي اسرتها ذات الأصول اليوغسلافيه الفرنسيه ولدت في الأرجنتين عام1907 تحت اسم هنريت ثيودرا ماركوفيتش عاشت حياتها الطويله في فرنسا.
لوحة المرأه الباكية للفنان بيكاسو عام 1937 (دورا هي التي بالرسمه)

صوره من تصوير الفنان مان راي لدورا

 
حضرت الى باريس عام 1925، اي بعد عام من الولادة الرسمية للحركة السريالية لتنضم اليها بعد تسع سنوات، ولينصب اهتمامها على الفوتومونتاج، حيث يتم استخراج صورة واحدة من تلاقيات عدد من الصور الفوتوغرافية. غير أنها في بداياتها الباريسية درست الرسم، وهو الفن الذي لم تمارسه إلا بعد انفصالها عن بيكاسو.
بدأت دورا التصوير الفوتوغرافي في نهاية عشرينات القرن الماضي الى نهاية الثلاثينات. صور دورا مار الفوتوغرافية تفصح عن شخصيتها. لقد اهتمت بتصوير المشاهد الهامشية، تلك التي لا يقع عليها النظر بالصدفة، أو أنها لا تذكر بفكرة الجمال المغري والمثير والممتع. عين دورا لم تقع إلا على بيوت الفقراء ولم تلتقط إلا شعورهم بالحرمان. اما حين انتقلت الى الرسم، وهو الفن الذي ظلت تمارسه الى نهاية حياتها، فانها وجدت في التجريد ضالتها. ولم تقترب من التشخيص، وهو كما ارى اجراء يعبر عن حذرها من الوقوع تحت تأثيرات بيكاسو.
الصمت-عمل فوتوغرافي سريالي للفنانه دورا عام 1936
كف و صدفه- عمل فوتوغرافي سريالي للفنانه دورا عام 1934




البداية..
في شتاء عام 1935 كان اللقاء الأول بين بيكاسو و دورا تحديداً في مقهى سان جيرمان عندما قدمها الشاعر بول إيلوار لبيكاسو عشقها بيكاسو من النظره الأولى و خطفت قلبه عندما تحدث معه بالأسبانيه اللغه التي تجيدها،،أختفطفها بيكاسو لنفسه أصبحت    ملهمته و موديل لوحاته بشعرها الأسود و عينيها السوداوتين و لسانها الأسباني و هكذا بدأت قصّة العشق التي نتج عنها العديد من اللوحات الخالده التي تزين أروقة المتاحف العالميه.
صوره تجمع دورا ببيكاسو

عشر سنوات من الالم قضاها بيكاسو وهو يستلهم من دورا مار أحلامه بعالم أجمل، عالم لا تهدده الحروب بالفناء ما بين 1936 و 1944 عاشت أوروبا سنواتها الحالكة، وكان بيكاسو هائما في حزن دورا مار الأبدي الذي جعله يجد تطابقا بينها وبين القارة الحزينة والمنكوبة بوحشية أبنائها في صورة المرأة التي تبكي، وقد رسمها منذ أول لقاء لهما. يقول: لقد رسمت امرأة باكية، لا تبكي ليوم واحد بل لسنوات، وهذا ما تفعله الحرب فينا. ولست كما يعتقد البعض أهوى عذاب الآخرين. بذخها العاطفي والحسي وهبه الخيط الذي امتد اليه لينقذه من اليأس ويغطيه بهالة من الدفء النادر.


كانت دورا مار، في حينها قد الهمت «مان راي» بعض صوره الفوتوغرافية، وهي صور تنتمي اليها بقدر ما تنتمي الى راي. صور هي صنيع مشترك، فلم تكن دورا مجرد فريسة التقطتها عين المصور الأشهر في القرن العشرين. الشيء نفسه حدث مع بيكاسو، فلم تكن مجرد موديل، كانت دورا بمثابة المنجم الذي استخرج منه الرسام الذي استحق لقب «المخترع» لقاه النفيسة، ومنها غورنيكاه. كانت مرحلة دورا مار واحدة من أكثر مراحل سيرته خصبا وتنوعا واسترسالا في تغيير مفهوم الرسم. كما أنها أخذته الى عوالم أخرى جديده و شجعته على دخول تجربة التصوير و تعلم أصول الطباعة من مان راي.
دموع من زجاج عمل فوتوغرافي للفنان مان راي- المودل دورا

لوحة غورنيكاه أعظم لوحات تاريخ القرن العشرين للفنان بيكاسو، كانت دورا هي مصدر إلهام هذه اللوحة



دورا ذاقت ذرعاً بسبب تقلبات بيكاسو المزاجيه و إتخاذه العديد من العشيقات، وعانت إنهياراً عصبياً بعد ما أتخذ بيكاسو عشيقة جديده غيرها،، هذه العلاقة تركت في نفسهاً أثراً و جرحاً غائراً فقد أحبت بيكاسو من كل قلبها و مشاعرها ربما هذا ما ظهر جلياً في لوحاتها التجريديه. هذه المرأة التي خلدها بيكاسو، سعى الكثيرون في كتب عديدة الى تفكيك أسرار شخصيتها الغامضة و نظرتها الحزينه ، من غير أن يحظوا منها إلا بما يذكرهم بهذيانات رسام مجنون عاشق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق